responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 309
أم موضع المسجد الذي كان في زمانه صلى الله عليه وسلم؟ قال الإمام النووي- رحمه الله-: (ينبغي أن يحرص المصلي على الصلاة في الموضع الذي كان في زمانه صلى الله عليه وسلم دون ما زيد فيه بعده لأن التضعيف إنما ورد في مسجده بخلاف مسجد مكة فإنه يشمل جميع مكة) . انتهى [1] . وإن صح استنتاج النووي- رحمه الله- فيكون حجة لمن فضّل مكة على المدينة مطلقا.

الفائدة الثالثة:
هل الاستثناء في قوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» . يدل على أفضلية الصلاة في أحدهما على الآخر أو مساواة الثواب فيهما؟ الصحيح- والله أعلم- أن الصلاة في مكة تفضل الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ للأحاديث التي وردت في تضعيف الصلاة في المسجد الحرام إلى مائة ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد النبوي.
قال الإمام النووي: (اختلف العلماء في المراد بهذا الاستثناء على حسب اختلافهم في مكة والمدينة أيتهما أفضل؟ ومذهب الشافعي وجماهير العلماء: أن مكة أفضل من المدينة، وأن مسجد مكة أفضل من مسجد المدينة فعند الشافعي والجمهور أن معنى الاستثناء: إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجدي، وأما مالك وطائفة فمعنى الاستثناء عندهم: إلا المسجد الحرام فإن الصلاة في مسجدي، تفضله بدون الألف) [2] .

الفائدة الرابعة:
قال الإمام ابن حجر: (ثم إن التضعيف المذكور يرجع إلى الثواب ولا يتعدى إلى الإجزاء باتفاق العلماء كما نقله النووي وغيره فلو كان عليه صلاتان فصلى في أحد المسجدين صلاة لم تجزه إلا عن واحدة والله أعلم) [3] .

الفائدة الخامسة:
هل التضعيف ينسحب إلى صلاة النفل؟ قال الإمام النووي: (واعلم أن مذهبنا أنه لا يختص هذا التفضيل بالصلاة في هذين المسجدين بالفريضة بل يعم الفرض والنفل جميعا، وبه قال مطرّف من أصحاب مالك [4] ، وقال الطحاوي [5] : يختص بالفرض، وهذا مخالف إطلاق هذه الأحاديث الصحيحة) [6] .

[1] شرح النووي على صحيح مسلم (9/ 166) .
[2] شرح النووي على صحيح مسلم (9/ 163) .
[3] فتح الباري (3/ 68) .
[4] هو أبو مصعب مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان، صحب مالكا وعبد العزيز بن الماجشون وابن أبي حازم وابن دينار وابن كنانة توفي بالمدينة عام (220 هـ) . انظر طبقات الفقهاء للشيرازي (1/ 153) .
[5] هو الإمام أبو جعفر أحمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي الحجري المصري الطحاوي نسبة إلى طحا قرية من قرى صعيد مصر. من مصنفاته: «العقيدة الطحاوية» ولد سنة (239 هـ) ، وتوفي عام (321 هـ) .
[6] شرح النووي على صحيح مسلم (9/ 164) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست