اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 268
وأن عمله وحده مهما عظم لن يدخله الجنة.
كما يتفرع عليه أن عذاب الجحيم من الأمور العظيمة التي يجب أن نستعيذ منها، حيث إن الملائكة لما استغفرت للمؤمنين بكلمات معدودة ضمت للدعاء الوقاية من عذاب الجحيم.
الفائدة الثالثة عشرة:
دفع المفسدة أولى من جلب المنفعة، حيث اقتصر دعاء الملائكة على الاستغفار دون طلب الثواب، وعلى الوقاية من العذاب دون طلب الجنة. وقد يكون من حكمة الملائكة الدعاء بالوقاية من الجحيم، لأن العبد إذا ضمن عدم دخول النار فسيدخل الجنة، لأنه ليس بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار، ولو أن الملائكة دعت بدخول المؤمنين الجنة فلا يغني ذلك عن دخول البعض منهم النار أولا ثم الجنة، كما نتعلم من دعاء الملائكة للمؤمنين أن الله عز وجل يجب الإجمال في الدعاء لا التفصيل، وهذا مثال آخر لصلاة الملائكة على المسلمين.
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مصلّاة الّذي صلّى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهمّ ارحمه» . رواه البخاري [1] .
الشاهد في الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه» .
شروط صلاة الملائكة:
الشرط الأول:
صلاة الفريضة في المسجد وأعتقد أن هذا هو مذهب الإمام البخاري حيث بوب بقوله: (باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) .
الشرط الثاني:
البقاء في المسجد بنية انتظار صلاة أخرى، لما ورد في إحدى روايات البخاري: «ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة» [2] . قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (ويؤخذ من قوله: في مصلاه الذي صلى فيه، أن ذلك مقيد بمن صلى ثم انتظر صلاة أخرى، وبتقييد الصلاة الأولى بأنها مجزئة) [3] . [1] البخاري، كتاب: الصلاة، باب: الحدث في المسجد، برقم (445) . [2] البخاري، كتاب: الأذان، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، برقم (659) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [3] البخاري، كتاب: الجمعة، باب: فرض الجمعة، برقم (876) ، ومسلم، كتاب: الجمعة، باب: هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، برقم (855) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 268