اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 265
أما الشيطان فيأتي على صورة شريفة، كما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة، وفيه أن الشيطان كان يأتيه كل ليلة على صورة رجل فقير، يريد أن يأخذ من مال الصدقة، كما أنه قد يأتي على صورة وضيعة كالكلب، كما ثبت في صحيح مسلم: عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم يصلّي فإنّه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرّحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرّحل، فإنّه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود» . قلت: يا أبا ذرّ ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟! قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: «الكلب الأسود شيطان» [1] .
الشاهد في الآية الكريمة:
قوله تعالى: فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. صلاة حملة العرش ومن حوله على المؤمنين نعمة عظيمة امتن الله بها على عموم هذه الأمة. أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الإمام ابن كثير: (قيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب، كما ثبت في صحيح مسلم: «إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال:
الملك آمين ولك بمثله» ) [2] .
بعض فوائد الآية الكريمة:
الفائدة الأولى:
عظيم اعتناء الله- سبحانه وتعالى- بهذه الأمة ويظهر ذلك من الأمور التالية:
1- ورود الآية بصيغة الجملة الاسمية التي تفيد الثبوت.
2- أن الملائكة الذين قيدهم الله- عز وجل- بالاستغفار للمؤمنين هم من أفضل الملائكة، فهم حملة العرش ومن حوله.
3- عدم تقييد استغفار الملائكة للمؤمنين بزمن معين أو هيئة معينة أو إتيان نوافل الأعمال، ولكن هي صلاة دائمة مستمرة، تدرك المؤمن أثناء حياته وبعد مماته، شريطة [1] أخرجه مسلم، كتاب: الصلاة، باب: قدر ما يستر المصلي، برقم (510) . [2] أخرجه مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب برقم (2732) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 265