اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 262
3- أما الإيمان بالكتب
، فيستلزم أن نؤمن أنها كلها من عند الله- عز وجل-، إيمانا مجملا، وأن نؤمن بالقرآن إيمانا مفصلا، بكل ما جاء فيه، وأن كل أخباره صدق، وكل أوامره عدل، قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ- رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا [الأنعام: 115] ، وأنه أفضل الكتب، وهو المهيمن عليها، قال تعالى: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ [المائدة: 48] ، وأنه محفوظ بحفظ الله- عز وجل- له، لم يدخله زيادة، ولم يطرأ عليه نقصان، إلى يوم القيامة، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9] .
4- أما الإيمان بالرسل
فنؤمن بأنهم خير العباد وأتقاهم، وأحبهم إلى الله، وأن لهم من التبجيل ما ليس لأحد غيرهم، وكل من عداهم فهو دونهم، وأنهم جميعا أدوا الأمانة، وبلغوا الرسالة على الوجه الأكمل، نؤمن بهم جميعا على وجه الإجمال، ونؤمن بالمذكورين في القرآن على وجه التفصيل، ونؤمن أن الله- عز وجل- فاوت بين منازلهم، قال- تعالى- تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ [البقرة: 253] ، وأن أفضلهم هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكروا في موضعين من القرآن الكريم، قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً [الأحزاب: 7] ، وقال- عز من قائل- في الموضع الآخر: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ [الشورى: 13] .
ونعتقد أن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم، هو أفضلهم وإمامهم، ثم يليه في المنزلة، إبراهيم ثم موسى، واختلف العلماء في أفضلية نوح وعيسى- عليهم جميعا الصلاة والسلام-، وقد ذكر ذلك فضيلة الشيخ/ محمد العثيمين- رحمه الله تعالى.
5- كما نؤمن باليوم الآخر
، الذي يبعث فيه المولى- سبحانه وتعالى- الخلائق جميعا، من قبورهم ليحاسبهم على ما قدموا، ونؤمن بنصب الصراط على ظهراني جهنم، وبإقامة الموازين القسط، ونشر الكتب، ونؤمن بالشفاعة العظمى، لنبينا صلى الله عليه وسلم ونؤمن بلوائه المعقود والكوثر، ونؤمن بأن الموت يأتي، على هيئة كبش أملح، يذبح بين الجنة والنار فيقال لأهل الجنة وأهل النار: خلود فلا موت، ونؤمن أنه لن يخلد في النار أحد من أهل القبلة، ما دام لم يأت بما يناقض الشهادتين، ونؤمن أن للقرآن شفاعة، وللأنبياء شفاعة، وللصوم شفاعة، وللمؤمنين شفاعة.
6- أما الإيمان بالقدر خيره وشره
، فنؤمن فيه بأن الله علم كل شيء أزلا، وهو علم لم يسبقه جهل، ولا يلحقه نسيان، ونؤمن بتقدير الله لكل شيء، وكتابته لكل ما سيكون،
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 262