اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 256
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، فذلك قوله- جلّ ذكره-: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً. والوسط العدل [1] . كما يتفرع على ذلك أيضا علم الأنبياء كلهم جميعا بأن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمة عادلة مقبولة شهادتها عند الله- عز وجل- ولولا ذلك ما طلبوا- صلوات الله عليهم جميعا- شهادتها، وهي منقبة أخرى، تختلف عن سابقتها، فتدبر.
الفائدة السادسة:
يقين هذه الأمة بكل ما جاء في القرآن العظيم من الأخبار الغيبية سواء الماضية أو المستقبلية، وقد بلغ هذا اليقين بالغيب درجة المشاهدة، ودليله أن أحدا من هذه الأمة المحمدية لم يعاصر نوحا أو غيره من الرسل- عليه الصلاة والسلام- ولكننا علمنا ما دار بينهم وبين أقوامهم من القرآن العظيم، فصدقنا القرآن وآمنا بما جاء به من هذه الأمور الغيبية وشهدنا بها أمام رب العزة كأننا شاهدناها وعاصرناها، ولولا هذا اليقين ما رضي الله- عز وجل- بتلك الشهادة.
الفائدة السابعة:
قبول الله- عز وجل- لشهادة هذه الأمة، لا يقتصر على شهادتها على بقية الأمم يوم القيامة، بل تعدى ذلك، فقد قبل الله- عز وجل- شهادتها على من مات من المؤمنين في الدنيا، ودليله ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: مرّ بجنازة فأثني عليها خيرا، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: «وجبت وجبت وجبت» . ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّا، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: «وجبت وجبت وجبت» . قال عمر: فدى لك أبي وأمّي، مرّ بجنازة فأثني عليها خير فقلت: «وجبت وجبت وجبت» . ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّ فقلت: «وجبت وجبت وجبت» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنّة، ومن أثنيتم عليه شرّا وجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض» [2] .
4- أمة لا تجتمع على ضلالة:
قال تعالى: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً [النساء: 115] .
عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمّتي قائمة [1] البخاري، كتاب: تفسير القرآن، باب: قوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» ، برقم (4487) . [2] مسلم، كتاب: الجنائز، باب: فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى، برقم (949) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 256