اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 234
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
فصاحته البالغة صلى الله عليه وسلم وحسن بيانه لما ورد في الحديث: «أعطيت جوامع الكلم» . نقل الإمام النووي عن الهروي قوله: (يعني به القرآن: جمع الله في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع، قليل اللفظ كثير المعاني) [1] .
ويتفرع على ذلك: وجوب اعتقاد أن جميع الخلق أقل من النبي صلى الله عليه وسلم فصاحة وبيانا.
الفائدة الثانية:
من أوتي شيئا من جوامع الكلم، فقد أوتي خيرا كثيرا، فهي من الخصال المحمودة في الإنسان. والدليل على ذلك، أن الله- تبارك وتعالى- فضّل بها خير خلقه صلى الله عليه وسلم على الخلق أجمعين.
14- خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلّا موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلّا وضعت هذه اللّبنة؟ قال: فأنا اللّبنة وأنا خاتم النّبيّين» . رواه الشيخان [2] .
سبق الحديث على ما تفضل به الله- سبحانه وتعالى- على نبيه بأن جعله خاتم النبيين في فضل (مظاهر حب الله- سبحانه وتعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم) ، وذكرت به الفوائد المتعلقة بهذا التفضيل والأحكام المترتبة عليه.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
تواضعه صلى الله عليه وسلم إذ جعل نفسه كاللبنة الواحدة في بناء جميل جمع كل الأنبياء. الفائدة الثانية:
لو تدبر أصحاب العقول السوية منظومة الأنبياء، بدون النبي صلى الله عليه وسلم لعلموا أن هذه المنظومة تنقصها لبنة واحدة، وهو النبي صلى الله عليه وسلم ولتمنوا بعثته صلى الله عليه وسلم لتكتمل المنظومة، ودلالة ذلك واضحة من الحديث حيث شبه النبي صلى الله عليه وسلم منظومة الأنبياء كالبيت الناقص لبنة واحدة. [1] انظر «شرح النووي على صحيح مسلم» ، (5/ 5) . [2] البخاري، كتاب: المناقب، باب: خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، برقم (3535) ، ومسلم، كتاب: الفضائل، باب: ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، برقم (2286) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 234