اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 209
ويتفرع على ذلك، أن نحكم بكمال علم وأدب النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كمال علمه، أنه لن يسأل ممنوعا، ومن كمال أدبه أنه لن يتعدى في السؤال، ولو كان من الممكن أن يصدر عنه شيء من ذلك ولو في أقل من القليل- حاشا لله- ما توجه إليه الخطاب الإلهي بالسؤال والإجابة بدون تقييد لماهية السؤال، ومجال الإجابة- فسبحان من علمه وأدبه، وجعله حقيقا بهذا المقام الرفيع.
وتشرف النبي صلى الله عليه وسلم بكل هذا الكلام والحوار، مع ربه- تبارك وتعالى- بغير واسطة، ويكون كل الكلام على وجه الرضى والامتنان، بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون أول من حظي بشرف الكلام مع ربه يوم القيامة.
ز- أمر الله- سبحانه وتعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقوم هو بإدخال من لا حساب عليه من أمته الجنة، ومباشرة النبي صلى الله عليه وسلم إدخال المؤمنين الجنة، شرف عظيم له، وحكمته- والله أعلم- أن يشعر المؤمنون في الآخرة بنعم الله التي أجراها على يد النبي صلى الله عليه وسلم، كما شعروا بذلك في الدنيا، وأن يعلموا أن طاعتهم للرسول، واجتهادهم في اقتفاء أثره، كانت موصلة لهم على يديه لجنات الحنّان المنّان، وانظر كيف أضاف المولى- سبحانه وتعالى- أول طائفة تدخل الجنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: «أدخل من أمتك» كأن هذا الشرف لهذا الطائفة إنما كان لكونها من أمته صلى الله عليه وسلم.
ح- ومن الأمور التي تبين منزلته صلى الله عليه وسلم أن الله- سبحانه وتعالى-، قد نوع له الشفاعات الممنوحة له، فمنها:
الشفاعة العظمى، التي نحن بصدد الحديث عنها، وهي مختزلة في هذا الحديث، حيث لم يرد ذكرها، وإنما انتقل الحديث من طلب الناس شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ليزاح عنهم الغم والكرب، إلى الشفاعة في المؤمنين.
الشفاعة في إدخال أمته الجنة، وهي أنواع تبدأ من إدخال من لا حساب له من الباب الأيمن من الجنة، وتتدرج حتى تنتهي إلى إدخال من قال لا إله الله، لما ورد عند البخاري:
ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر ساجدا فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لآخرجنّ منها من قال: لا إله إلا الله، وهذا منتهى إكرام نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، كما أن كثرة مرات سجوده تحت العرش وتكرار الثناء والمحامد على الله- سبحانه وتعالى- والإذن له كل مرة أن يخرج من النار طائفة من أمته كان
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 209