responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 159
من النبي الدعاء لها بألا تتكشف، فدعا لها.
والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب منها ترك الدعاء بالكلية، والحديث (رواه البخاري) عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عبّاس: ألا أريك امرأة من أهل الجنّة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السّوداء أتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إنيّ أصرع وإنّي أتكشّف فادع الله لي، قال:
«إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك» [1] . فقالت: أصبر.
فقالت: إنّي أتكشّف فادع الله لي ألاأتكشّف.
فليس في هذا الحديث حجة للمخالف كما ترى بل هو حجة عليه.

ج- آداب الدعاء:
للدعاء آداب وشروط، يجب أن يتحلى بها الداعي، حتى يكون دعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب والشروط ما يلي:
1- أن يستحضر أثناء الدعاء تعظيم الله عز وجل في نفسه، وأنه قريب منه، قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [البقرة: 186] ، وأن يكون قلبه حاضرا، فلا ينبغي أن يكون الدعاء من قلب لاه، وعيون زائغة، ولسان يتمتم، دون أن يفقه ما يقول، وأنّى للرجل الذي ينشغل في الدعاء بكل صور الشعر من طباق وجناس وغيرها، من حضور وخشوع القلب، بل كيف يخشع من خلفه من المأمومين، فقد روى مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [2] .
وينبغي أن يتيقن الداعي أن الله يسمع كلامه ويرى مكانه ويعلم حاله، وأن يكون الدعاء في حقه عبادة وليست عادة، وقد بدأت بهذا الأدب في الدعاء لتقصير كثير من الناس فيه.
2- أن يطيّب الداعي مأكله ومشربه، فإن من أعظم أسباب رد الدعاء أن يأكل الداعي أو يشرب من مال حرام؛ لما رواه مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّها النّاس إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون: 51] وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ [البقرة: 172] ثمّ ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يديه

[1] رواه البخاري، كتاب: المرض، باب: فضل من يصرع من الريح، برقم (5652) .
[2] رواه مسلم، كتاب: البر، باب: تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، برقم (2564) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست