اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 143
الشاهد في الحديث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على رجل، أعجب أصحابه بقتاله وشجاعته أنه من أهل النار، وقد تحققت علامات ذلك عيانا للصحابة، وهذا من أعظم دلائل نبوته، أن ينبّأ بخاتمة أحد، ظن الناس أنه من أهل الجنة لعمله الصالح فيما يبدو لهم، وقد فهم الصحابة أن هذا الحكم على الرجل، بفعل سيفعله قبل موته يوجب له النار، لذلك اتبعه أحد الصحابة ليعلم أسباب سوء خاتمة الرجل، ولو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم، يوحى إليه من ربه، ما تجرأ وحكم على الرجل في حياته بأنه من أهل النار.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
قد يوفق الإنسان إلى أعمال تتشابه صورتها مع الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى ويرضاها، سواء في غزو أو نصح أو قراءة للقرآن أو بذل مال للمحتاجين والمساكين أو إعانة ضعيف، ولكن مع أن هذه الأعمال تشابه صورتها الأعمال الطيبة، وينظر الناس إليها نظر المعجبين بها، والمثنين على صاحبها، الغابطين له، إلا أن الله عز وجل، لا يحبها ولا يتقبلها، بل يردها في وجه صاحبها، لتخلف أحد شروط العمل الصالح المقبول، بل يعاقبه عليها.
ونتعلم من ذلك عدم الحكم بأن الله عز وجل يحب فلانا لأعماله الكثيرة الخيرة، أو أن نثني عليه ونبالغ في الثناء جازمين، بل قد نتجرأ ونحكم أنه من أهل الجنة، كما نتعلم ضرورة أن نفتش في أعمالنا ونياتنا دوما، لنصلح من الاتباع والإخلاص، ونعلم أن الشيطان حريص على أن يفسد علينا أعمالنا، خاصة أهل العلم والتقوى والصلاح.
الفائدة الثانية:
على المسلم أن يعمل، ويجتهد في عمله، ويسأل الله، عز وجل، دوما الثبات في الأمر وحسن الخاتمة، وألا يعجب بعمله ولا يركن له، ويعتقد أن عمله سيدخله الجنة، وينجيه من النار؛ لأنه ورد في رواية عند البخاري: «وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» [1] ويصدق ذلك ما (رواه البخاري) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجّي أحدا منكم عمله» قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله برحمة؛ سدّدوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدّلجة، والقصد القصد [1] رواه البخاري، كتاب القدر، باب: في القدر، برقم (6594) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 143