responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 108
يقبل الله ممن تركها صرفا ولا عدلا، نقول الركن الركين؛ لأن كل الأركان الباقية، الزكاة والصوم والحج، قد تسقط على المسلم كليّا أو جزئيّا، بسبب سفر أو مرض أو فقر، إلا الصلاة، فتفرض على المسافر والمقيم، والصحيح والعليل، والغني والفقير، تلازمه في يومه وليلته، لا تنفك عنه أبدا، في شغله وفراغه، يؤديها الإنسان قائما، فإن لم يستطع فجالسا أو متكأ أو على جنبه أو نائما، بخلاف الأركان الآخرى، فالزكاة تخرج مرة في العام، وتسقط عن الفقير، والصيام شهر واحد في السنة، ويسقط عن بعض المرضى طوال عمرهم، ويأتي الحج مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا، أما الصلوات فهى، خمس مرات في اليوم والليلة، فهي بحق هدية الله لهذه الأمة.
2- أما كونها فرضت بغير وحي ولا واسطة، بل كانت تكليفا مباشرا من الله إلى رسوله، فهذا يعطينا دلالة واضحة على عظيم قدرها، ومكانة منزلتها، فمن أراد أن يكلم الله عز وجل بغير واسطة فليصلّ، فالله يسمعه ويراه، بل يردّ عليه، كما ورد في صحيح مسلم قال الله تعالى: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرّحمن الرّحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين، قال: مجّدني عبدي- وقال مرّة: فوّض إليّ عبدي- فإذا قال: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» [1] .
فإذا كان الله عز وجل قد عرج بنبيه إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام، وكلمه تكليما، فهو سبحانه من كرمه لم يحرم هذه الأمة من هذا الفضل الكبير، فعوضهم بالصلاة، فالذي لا يصلي، إنما رد على الله هديته وأبى فضله، ورفض لقاءه، ومن فعل ذلك، فقد أساء الأدب مع خالقه وسيده وولي نعمته من كل جهة، من ذا الذي يدعوه الله فلا يقبل دعوته، ويفتح له الباب فلا يدخل، ويأذن له بمناجاته بغير واسطة فيعرض، أفبعد هذا الذنب من ذنب؟ بل لا أعلم جفاء بعد هذا الجفاء، فضلا عما ورد في الأحاديث الصحيحة من كفر تارك الصلاة، فقد روى مسلم عن أبي سفيان قال: سمعت جابرا يقول: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ بين الرّجل وبين الشّرك والكفر ترك الصّلاة» [2] ، فمن حرم نفسه

[1] رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، برقم (395) .
[2] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، برقم (82) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست