responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 362
قال عبد المطلب: فلما رأيت البيت وفعله، والأصنام وفعلها، ذهبت من الدنيا حتى لا أدري ما أقول، وجعلت أحسر عن عيني وأقول: إني لنائم، ثم قلت: إني ليقظان، ثم انطلقت إلى بطحاء مكة فخرجت من باب بني شيبة، فإذا أنا بالصفا يتطاول والمروة ترتج ومنادي ينادي من كل جانب: يا سيد قريش ما لك كالخائف الوجل، أمطلوب أنت؟ فلا أجيب جوابا إنما كان همي منزل آمنة لأنظر إلى ابنها محمد صلى الله عليه وسلم.
قال عبد المطلب: فإذا أنا بطير الأرض محشورة إليها، وإذا بجبال مكة مشرفة عليها، وإذا أنا بسحابة بيضاء بإزاء حجرتها، فلما رأيت ذلك ذهبت من الدنيا وتحيرت حتى لا أدري ما أقول، وجعلت أحسر عن عيني ثم أقول: إني لنائم، ثم أقول: كلا إني ليقظان، وما يمكنني أن أدنو من الباب من شدة فيحان المسك، ولمعان النور فتحاملت على نفسي الجهد الجهيد مني حتى دنوت من الباب، فاطلعت فإذا أنا بآمنة قد أغلقت الباب على نفسها ليس بها أثر النفاس والولادة.
قال: فدققت الباب دقّا عنيفا فأجابتني بصوت خفي فقلت: ويح نفسي عجلي وافتحي الباب لا تنشق مرارتي، ففتحت الباب مبادرة، فأول شيء وقع بصري على وجهها على موضع نور محمد صلى الله عليه وسلم، فلم أر أثر النور فضربت يدي على لحيتي لأشقها، فقلت: واغوثاه يا آمنة أنائم أنا أم يقظان؟ قالت: بل يقظان، ما لك كالخائف الوجل، أمطلوب أنت؟ قلت: لا ولكنني منذ ليلتي هذه وأنا في كل ذعر وخوف، ما لي لا أرى النور الذي كنت أراه بين عينيك؟ قالت: بلى والله

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست