responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 263
وتركت حاجة أبي الذي أرسلني إليها، وما رجعت إليه حتى بعث الطلب في أثري، فلم يظفروا بي بعد كثرة طلبهم إياي، ثم لما رأيت من هيئتهم في أمر دينهم سألتهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، فلما أتيت أبي قال: يا بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ألا تحتبس عليّ؟
فقلت: بلى يا أبة، ولكني مررت على كنيسة للنصارى فأعجبني ما رأيت من أمرهم وحسن صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديني، قال:
كلا يا بني، إن ذلك دين لا خير فيه، دينك ودين آبائك خير منه، قال:
قلت: كلا والله، لهذا خير، قال: فأردت أن أذهب من عنده فكبلني ثم حبسني، فأرسلت إلى النصارى فأخبرتهم أني قد رضيت أمرهم، وقلت: إذا قدم ركب عليكم من الشام فأخبروني بهم أذهب معهم، قال:
فقدم عليهم ركب من تجار الشام فأخبروني وأرسلوا إلي، فأرسلت إليهم إذا أرادوا الرجعة فآذنوني، فلما أرادوا الخروج أرسلوا إلي أن الركب منطلقون، قال: فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت حتى جئتهم، وانطلقت معهم، فلما قدمت الشام سألت عن عالمهم فقالوا: صاحب الكنيسة أسقفهم، فدخلت عليه فأخبرته خبري، وقلت: إني أحب أن أكون معك في الكنيسة، أخدمك وأصلي معك وأتعلم منك، فإني قد رغبت في دينك، فقال: أقم.
قال: فكنت في الكنيسة أتفقه في نصرانيته، وكان رجلا سوافا، فاجرا في دينه، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه الأموال اكتنزها لنفسه، فكنت أبغضه لما أرى من فجوره، وقد جمع سبع قلال دنانير ودراهم، ثم إنه مات، فاجتمعت النصارى ليدفنوه فقلت لهم:
أتعلمون أن صاحبكم هذا رجل سوء؟ كان يأمركم بالصدقة فإذا جئتموه

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست