responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 258
وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله، قلت: فأين توجّه؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء، حتى تعلوني الشمس فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فاكفني، فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث عليّ، ثم جاء فقلت: فيم جئت؟ قال: لقيت رجلا بمكة على دينك، يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟
قال: يقولون: شاعر كاهن- وكان أنيس أحد الشعراء- قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على حد الشعر فما يلتئم على لسان أحد، إنه مبعوث، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون، قال: قلت: اكفني حتى أذهب فأنظر، قال: فأتيت مكة فأبصرت رجلا منهم فقلت: أين هو الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إليّ فقال: الصابئ؟ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا عليّ.
قال: فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، قال: فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء، وشربت من مائها، وقد لبثت يا ابن أخي ثلاثين ما بين يوم وليلة ما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسر عليّ عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع.
قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أسمختهم، فما يطوف بالبيت أحد، وامرأتان منهم تدعوان إساف ونائلة، قال: فأتيا عليّ في طوافهما، فقلت: أنكحا إحداهما الآخر، فما تناهيا عن قولهما، فأتيا عليّ فقلت: هنا مثل الخشبة- غير أني لا أكني-، فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان ههنا أحد من أنفارنا؟ فاستقبلهما

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست