responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 230
قال: فانتبهت فزعا فقلت لقومي: والله ليحدثن بمكة حدث في هذا الحي من قريش، وأخبرتهم بما رأيت وما سمعت.
- شهدت بأن الله حق وأنني ... لآلهة الأحجار أول تارك
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا ... أجوب إليه الوعث بعد الدكادك
لأصحب خير الناس نفسا وولدا ... رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك يا عمرو!، فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ابعثني إلى قومي لعل الله أن يمنّ عليهم بي كما منّ عليّ بك، فبعثني إليهم فقال: عليك بالرفق، والقول السديد، ولا تك فظا، ولا متكبرا، ولا حسودا.
فأتيت قومي فقلت: يا بني رفاعة! بل يا معشر جهينة! إني رسول رسول الله إليكم، أدعوكم إلى الجنة، وأحذركم من النار، وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله ورفض الأصنام، وحج البيت وصيام شهر رمضان- شهر من اثني عشر شهرا-، من أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار، يا معشر جهينة! إن الله- ولله الحمد- جعلكم خيار من أنتم منه، وبغّض إليكم في جاهليتكم ما حبّب إلى غيركم من العرب: كانوا يجمعون بين الأختين، ويخلف الرجل على امرأة أبيه، والغزاة في الشهر الحرام، فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة، وسارعوا في ذلك يكن لكم فضيلة عند الله.
فأجابوا إلا رجلا منهم، فقال: يا عمرو! أمرّ الله عيشك! أتأمرنا أن نرفض آلهتنا، ونفارق جماعتنا، ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعونا إليه هذا القرشي من أهل تهامة؟ لا، ولا حبّا ولا كرامة، ثم أنشأ يقول:
إن ابن مرة قد أتى بمقالة ... ليست مقالة من يريد صلاحا
إني أرى من قوله وفعاله ... يوما وإن طال الزمان ذباحا
أتسفه الأشياخ ممن قد مضى ... من رام ذاك فلا أصاب فلاحا
-

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : الخركوشى    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست