9- وعن ابن عباس رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له فقال: إنه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أشبع الله بطنه"، زاد البيهقى فى الدلائل: فما شبع بطنه أبداً" [1] .
... فما ورد هنا فى حديث أنس من قوله: "لقد كبرت لا كبر سنك" وفى حديث ابن عباس "لا أشبع الله بطنه" الظاهر من هذا الدعاء، أنه وقع منه صلى الله عليه وسلم، بغير قصد ولا نية، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية؛ ومع ذلك أشفق نبى الرحمة من موافقة أمثالها إجابة، فعاهد ربه، كما فى روايات الحديث، أن يجعل ذلك للمقول له زكاة، ورحمة، وقربة، وهذا إنما يقع منه صلى الله عليه وسلم، فى النادر الشاذ من الزمان.
... وفيما سبق، فيه الكفاية للدلالة على ترجيح الوجه الثالث، فى معنى حديثنا كما أن فى كل ما سبق رد على استغلال بعض الفرق وأشياعهم حديث ابن عباس السابق للطعن فى معاوية رضى الله عنه [2] .
... وليس فى الحديث ما يساعدهم على ذلك؛ كيف وفى الحديث أنه كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. [1] أخرجه أبو داود الطيالسى فى مسنده ص359 رقم 2746، ومسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم أو سبه … الخ 8/399 رقم 3604، والبيهقى فى دلائل النبوة 6/243. [2] ينظر: الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 6/170، وأبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين الموسوى ص100 – 104، ومساحة للحوار ص117، 118، والمواجهة مع رسول الله وآله ص257 – 259 كلاهما لحمد حسين يعقوب، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين لصالح الوردانى ص264، ودين السلطان لنيازى عز الدين ص421.