رابعاً: إن حديثنا يبين عصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى سلوكه وهديه، ويبين ما كان عليه من الرأفة، والرحمة، وحسن الخلق، والمعاشرة بالمعروف مع أهل بيته امتثالاً لقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} [1] وخصوصاً إذا كان أهل بيته صغار السن كعائشة القائلة على ما جاء فى رواية مسلم فى ختام حديثنا "فاقدروا قدر الجارية، الحديثة السن، حريصة على اللهو" [2] .
... ولذا لما رأت بعض الحبشة يرقصن فى المسجد، والصبيان حولهم يشاهدون، التمست من رسول الله صلى الله عليه وسلم، النظر إليهم، فأذن لهى، على ما جاء فى رواية مسلم فى حديثنا: "قالت: للعابين، وددت أنى أراهم قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه. وهم يلعبون فى المسجد". [1] جزء من الآية 19 النساء. [2] وفى الحديث عنها قالت: كنت ألعب بالبنات، فربما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصواحباتى عندى، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن، فيقول صلى الله عليه وسلم: كما أنت، وكما أنتن" أخرجه النسائى فى سننه الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات 5/306 رقم 8947، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس 10/543 رقم 6130، ومسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة 8/218 رقم 2440، وينظر: حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم لعائشة فى السنن الكبرى للنسائى كتاب عشرة النساء، باب مسابقة الرجل زوجته 5/303 رقم 8942.