.. وهو كما ترى صريح فى بيان أن حديث عائشة، يستفاد منه السنة والشرع لأهل الإسلام فى العيدين، من جواز اللعب واللهو والرقص والغناء، بما لا معصية فيه؛ وهذا ما تضمنه عنوان الباب الذى ذكر تحته الحديث من صحيح الإمام مسلم، فى كتاب العيدين.
... ومن هنا صرح العلماء؛ بأن إظهار السرور فى الأعياد من شعار الدين [1] وقولهم هذا مستفاد صراحة من هذا الحديث، على ما جاء فى رواية مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: "دعهما يا أبا بكر فإنهما أيام عيد" [2] ففى ذلك تعليل الأمر بتركهما، بأنه يوم عيد، أى: هو وقت سرور. وهناك من العلماء من قاس على يوم العيد فى إظهار السرور، ما فى معناه كيوم العرس [3] والوليمة والعقيقة والختان، ويوم القدوم من السفر (4) [1] ينظر: فتح البارى 2/514 رقمى 949، 950. [2] يراجع: تخريج حديثنا ص483. [3] فعن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبى مسعود الأنصارى فى عرس، وإذا جوار يغنين، فقلت: أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهل بدر، يفعل هذا عندكم. فقالا: اجلس. إن شئت فاسمع معنا، وإن شئت اذهب، قد رخص لنا فى اللهو عند العرس" أخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب النكاح، باب اللهو والغناء عند العرس 6/135 رقم 3383، والحاكم فى المستدرك 2/201 رقم 2751 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى وينظر: حديث الربيع بنت معوذ فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب النكاح، باب ضرب الدف فى النكاح والوليمة 9/109 رقم 5147، وحديث عائشة فى المصدر السابق، نفس الكتاب، باب النسوة اللاتى يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة رقم 5162.
(4) ويؤيده ما رواه أبو داود عن أنس قال: لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحاً بذلك، لعبوا بحرابهم" ولا شك أن يوم قدموه صلى الله عليه وسلم كان عندهم أعظم من يوم العيد. الحديث أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب النهى عن الغناء 4/281 رقم 4923، وفيه الحسن بن على بن راشد الواسطى شيخ أبى داود – صدوق – كما قال الحافظ فى التقريب 1/206 رقم 1262 وبقية رجاله ثقات – فالإسناد حسن.