وروى أن على بن أبى طالب رضى الله عنه أتى باب الرحبة [1] بماء فشرب قائماً. فقال: إن ناساً يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتمونى فعلت" [2] .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، وفى البيت قربة معلقة فشرب من فيها وهو قائم، قال: فقطعت أم سليم فم القربة [3] فهو عندنا [4] .
وروى أن كبشة بنت ثابت الأنصارى – وهى أخت حسان بن ثابت رضى الله عنهما لما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها قربة معلقة، فشرب منها وهو قائم، فقطعت فم القربة تبتغى بركة موضع فىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم" [5] . [1] الرَحبة: بفتح الراء، والمهملة، والموحدة، المكان المتسع، ورحبة المسجد بالتحريك وهى ساحته والمراد رحبة للمكوفة بمنزلة رحبة المسجد، ينظر: القاموس المحيط 1/72، وفتح البارى 10/ 84 رقم 5615. [2] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأشربة، باب الشرب قائماً 10/84 رقم 5615 عن النزال بن سبرة رضى الله عنه. [3] قطعها لفم القربة، فعلته لوجهين أحدهما: أن تصون موضعاً أصابه فم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يبتذل ويمسه كل أحد، والثانى: أن تحفظه للتبرك به والاستشفاء" قلت ما فعلته للوجهين معا. ينظر: المنهاج شرح مسلم 7/213 رقم 2023. [4] أخرجه أحمد فى مسنده 3/119، 6/431، والترمذى فى الشمائل المحمدية ص129 رقم 205 وأخرجه الدارمى مختصراً فى سننه كتاب الأشربة، باب الشرب قائماً 2/162 رقم 2124، وعزاه الهيثمى إلى أحمد والطبرانى وقال فيه البراء بن زيد ولم يضعفه أحد وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 5/79. [5] أخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب الأشربة، باب الشرب قائماً 2/325 رقم 3423، والترمذى فى سننه كتاب الأشربة، باب ما جاء فى الرخصة فى الشرب قائماً 4/270 رقم 1892 وقال: حديث حسن صحيح غريب.