وبعد:
... فهذا بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قولاً وعملاً لقوله تعالى: {فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن} [1] وهو بيان يهم كل مسلم ومسلمة، وعنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً ورجعوا إليه [2] وعنه يسأل كل مسلم ومسلمة إلى يوم الدين.
... فليختر كل إنسان لنفسه؛ إذا حاضت أخته، أو زوجته، أو أمه، أو خالته، أو… الخ هل يعتزلهن فلا يؤاكلهن ولا يشاربهن ولا يساكنهن فى بيت واحد – كما هو حال اليهود؟ أم يكون له قدوة وأسوة بسنة وسيرة المعصوم صلى الله عليه وسلم؟!.
... إن سنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى معاملة المرأة الحائض تمثل قمة التكريم للمرأة، كما تمثل عظمة أخلاقه، وعصمته صلى الله عليه وسلم فى سلوكه مع أهل بيته، إذا أصابهن ما كتبه رب العزة على بنات آدم.
... فالمرأة فى فترة حيضتها، تكون شبه مريضة أو مريضة يصبها توعك وآلام تجعلها تشعر فى تلك الفترة بالهبوط والضيق. [1] جزء من الآية 222 البقرة. [2] ينظر: سؤال بعضهم لعائشة رضى الله عنها فى سنن النسائى الصغرى، كتاب الحيض، باب ذكر ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصنعه إذا حاضت إحدى نسائه 1/189 رقم 375، والموطأ كتاب الطهارة، باب ما يحل للرجل من امرأته وهى حائض 1/74 رقمى 93، 94. وينظر: سؤال معاوية بن أبى سفيان لأخته أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه وسلم. فى سنن ابن ماجة كتاب الطهارة، باب ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً 1/206 رقم 638.