.. وتلك هى سنته صلى الله عليه وسلم، العدل، وإعطاء كل ذى حق حقه، فمن كان عليها فقد اهتدى، ومن كان عمله على خلافها فقد ضل، وذلك ما صرح به المعصوم صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: "كانت مولاة للنبى صلى الله عليه وسلم تصوم النهار، وتقوم الليل، فقيل له، إنها تصوم النهار، وتقوم الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عمل شرة [1] والشرة إلى فترة [2] فمن كان فترته إلى سنتى فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل" [3] وما حث عليه صلى الله عليه وسلم فى أن يكون نشاط المسلم واستقراره على سنته المطهرة، وسيرته العطرة، لا يكون إلا بالعدل، وإعطاء كل ذى حق حقه، لربه، ولجسده، ولأهله… الخ ولأنه صلى الله عليه وسلم، لا يخالف قوله عمله، كان طوافه على نسائه جميعاً، سواء بمسيس أو بدونه، من العدل بإعطاء كل ذى حق حقه، بدون أن يشغله ذلك عن حق ربه عز وجل وإليك نماذج من قيامه الليل بما لا يتعارض مع طوافه على نسائه!. [1] أى: حدة ونشاط زائد. ينظر: مختار الصحاح ص334، وتاج العروس 3/389. [2] أى: هدوء ونشاط معتدل. ينظر: النهاية 3/366، ومختار الصحاح ص489. [3] أخرجه البزار فى مسنده، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 2/258، وأحمد فى المسند 5/409 ورجاله رجال الصحيح كما فى المصدر السابق 3/193، وأخرجه القضاعى فى مسنده 2/126 رقم 1027، وهذا الحديث قاله النبى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو وهو يعظه فى الاعتدال فى الصيام والقيام، الذى شغله عن إتيان زوجته، والحديث سبق تخريجه فى الصحيحين بدون هذه الزيادة التى أخرجها أحمد فى المسند 2/188، 158، 165، وأخرجه مختصراً 2/210، وكذا أخرجه مختصراً ابن حبان فى صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) 1/107 رقم 11، والقضاعى فى مسنده 2/126 رقم 1026، وابن أبى عاصم فى السنة 1/27 رقم 51.