.. فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم خلقاً؛ وألطفهم بأهله" [1] وعنها أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى" [2] وهذه الأقوال منه صلى الله عليه وسلم تأكيداً وبياناً لقول رب العزة: {وعاشروهن بالمعروف} وهى كلمة جامعة تعنى: التحلى بمكارم الأخلاق فى معاملة الزوجات، من صبر على ما قد يبدر منهن، أو تقصير فى أداء واجباتهن، ومن حلم عن إيذائهن فى القول أو الفعل، وعفو وصفح عن ذلك، ومن كرم فى القول والبذل، ولين فى الجانب، ورحمة فى المعاملة، إلى غير ذلك مما تعنيه المكارم الأخلاقية التعاملية الأسرية. [1] أخرجه الترمذى فى سننه كتاب الإيمان، باب ما جاء فى استكمال الإيمان 5/10 رقم 2612 والنسائى فى سننه الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب لطف الرجل بأهله 5/365 رقم 9154، وأحمد فى المسند 6/47، 99، وهو مرسل من حديث أبى قلابة عن عائشة، وهو لم يسمع من عائشة، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الحديث الذى بعده، وهو حديث صحيح، فدل على أن= =للحديث أصلا، ولذلك صححه الترمذى مع تصريحه بعدم سماع أبى قلابة من عائشة، وقال: وفى الباب عن أبى هريرة، وأنس بن مالك، رضى الله عنهما. [2] أخرجه الترمذى فى سننه كتاب المناقب، باب فضل أزواج النبى صلى الله عليه وسلم 5/666 رقم 3895 وقال: حسن غريب صحيح، وأخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب النكاح، باب حسن عشرة النساء 1/260 رقم 1977، وابن حبان فى صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) 6/188، 189 رقم 4165.