.. وفى رواية عن ابن عمر مرفوعاً: "أعطيت قوة أربعين فى البطش والجماع" [1] وله شاهد صحيح عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضلت على الناس بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش" [2] .
... هذا الحديث الذى يبين ما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون غيره من الناس، ويبين عدله صلى الله عليه وسلم بين أهل بيته، يطعن فيه أعداء السنة النبوية، بزعم أنه يسهم فى تشويه صورة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويطعن فى عصمته فى سلوكه، حيث يجعل الحديث بزعمهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مهووساً بالجماع؛ كما زعموا أن الحديث يتعارض مع القرآن الذى يبين أن النبى كان يقضى ليله فى قيام الليل، وقراءة القرآن والعبادة، ويقضى نهاره فى الجهاد ونشر الدعوة.
... يقول أحمد صبحى منصور: "البخارى يجعل من النبى مهووساً بالجماع إلى درجة لا يعرفها أشد الرجال فحوله، ولا أعرف من أين لهم ذلك القياس الذى جعلوا به مقدرة النبى – المزعومة – تبلغ قوة ثلاثين رجلاً؟.
... ولكن هل كان النبى فعلاً يقضى الليل والنهار فى جماع مستمر؟ وهل كان أصحابه خلفه يهتفون بقدرته الفذة فى النكاح؟ أو هل كانت سنة النبى هى فى الجماع؟. [1] أخرجه الطبرانى فى الأوسط 1/178 رقم 567، وفيه المغيرة بن قيس، وهو ضعيف، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 4/293، وأخرجه الحارث بن أبى أسامة فى مسنده ينظر: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر 4/27 رقم 3869، وأخرجه ابن سعد فى الطبقات الكبرى 8/192 مرسلاً عن مجاهد، وطاووس، وصفوان بن سليم، وقال السيوطى فى الخصائص الكبرى 1/119 رواية صفوان جيدة على إرسالها. [2] أخرجه الطبرانى فى الأوسط 7/49 رقم 6816، وإسناد رجاله موثقون كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/269.