ثالثاً: بناء على ما سبق فقد اعتبر العلماء أن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وشخصيته العطرة حددها رب العزة فى كتابه العزيز. واستدلوا على ذلك بما أخرجه الإمام مسلم وغيره من طريق سعد بن هشام بن عامر [1] أنه سأل عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "يا أم المؤمنين أنبئينى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان القرآن، قال: فهممت أن أقوم ولا أسأل أحداً عن شئ حتى أموت" [2] . [1] الأنصارى، المدنى، ابن عم أنس بن مالك رضى الله عنه، روى عن عائشة وابن عباس وغيرهم ثقة، مات بأرض الهند غازياً. له ترجمة فى: تقريب التهذيب 1/346 رقم 2265، والجمع بين رجال الصحيحين 1/159 رقم 614، ومشاهير علماء الأمصار ص115 رقم 659. [2] جزء من حديث طويل أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض 3/279 رقم 746.