فعن ابن عمر: أن ناساً أغروا على إبل النبى صلى الله عليه وسلم، فاستقوها، وارتدوا عن الإسلام، وقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤمناً، فبعث فى آثارهم، فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَلَ أعينهم، قال: ونزلت فيهم آية المحاربة [1] .
ويدل أيضاً على قتل المرتد قوله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً} [2] .
قال الحسن البصرى [3] : أراد المنافقون أن يظهروا ما فى قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله فى هذه الآية، فكتموه وأسروه [4] وهذا يعنى: أن المنافق حين يظهر كفره، ويطعن فى دين الله عز وجل؛ يأخذ ويقتل عقاباً له. [1] أخرجه أبو داود فى سنته كتاب الحدود، باب ما جاء فى المحاربة 4/131 رقم 4369، وينظر: الروايات الأخرى أرقام: 4364 – 4372، ففيها أيضاً التصريح بنزول آية المحاربة فيمن ارتدوا وحاربوا. وأصل قصة العرنيين فى الصحيحين. ينظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الحدود، باب المحاربين من أهل الكفر والردة 12/111 – 114 أرقام 6802 – 6805، ومسلم (بشرح النووى) كتاب القسامة، باب حكم المحاربين المرتدين 6/167 رقم 1671. [2] الآية 60 الأحزاب. [3] هو: أبو سعيد الحسن بن أبى الحسن يسار البصرى، مولى زيد بن ثابت، كان عالماً رفيعاً، ثقة، حجة، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. مات سنة 110هـ له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 1/71 رقم 66، ووفيات الأعيان 2/69 رقم 156، وتهذيب التهذيب 2/263 رقم 488، وطبقات المفسرين للداودى 1/150 رقم 144. [4] الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيميه ص348، 349، وينظر: الدر المنثور 5/222، وروح المعانى 22/ 90، 91.