.. والجدير بالذكر هنا ما قاله الإمام ابن حجر، لأنه عالم متبحر محقق تابعه فى كلامه أئمة أعلام أيضاً [1] وكذلك لأن كلام الإمام اعتمد على الصناعة الحديثية، فاستحق التنويه والتعقيب بخلاف غيره [2] قال الإمام ابن حجر بعد تصريحه القاطع فى الحكم على روايات القصة بالضعف والانقطاع قال: "لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلاً، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين، أحدهما: ما أخرجه الطبرى عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والثانى: عن أبى العالية [3] . [1] كالسيوطى فى الدر المنثور 6/65، ومناهل الصفا ص221، والقسطلانى فى المواهب اللدنية، والزرقانى فى شرحه على المواهب 2/19 – 26، وذلك فى نهاية كلامهما، بعد أن كانا فى فاتحته مع ما قاله القاضى عياض من رد القصة وإبطالها. [2] مثل الإمام ابن تيمية فى كتابه الفتاوى 10/170 – 172 حيث عمم الكلام فى إثبات القصة دون تحقيق منه، على خلاف عادته وقد كفانا فى الرد عليه فضيلة الشيخ عرجون فى كتابه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 2/87 – 104، ومثل الشيخ إبراهيم حسن الكورانى، ورأيه فى ثبوت القصة ساقه الألوسى فى روح المعانى 10/264، ورد عليه بما شفى وكفى، كما قام بالرد على الكورانى أيضاً الشيخ عرجون، ووصف كلامه فى إثبات القصة بأنه رأى متزايد أهوج، خرج فيه عن جادة الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهوره فى حماقة لا يعرفها أهل العلم والإيمان. ينظر: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 2/105 – 129. [3] جامع البيان 17/186، 187، ويراجع: تخريج القصة ص313.