.. ولم يخف جولد تسيهر قوله فى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد تتلمذ على رهبان النصارى مثل ورقة بن نوفل، وبحيرا، ونسطورا، وصهيب الرومى، وسلمان الفارسى، المسيحى الأصل، وأحبار اليهود مثل عبد الله بن سلام، الذين كانوا أساتذة له [1] وكيف تم الاتصال بأولئك؟.
... يرى بروكلمان أن ذلك تم من خلال رحلاته، والذين عاشوا معه بعد إسلامهم [2] .
... وقد حاول المستشرقون الرجوع فى كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية أو الاثنين معاً [3] .
... قال بروكلمان: "وتأثرت اتجاهات النبى الدينية فى الأيام الأولى من مقامه فى المدينة، بالصلة التى كانت بينه وبين اليهود… فشرع صوم العاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم، على غرار الصوم اليهودى فى يوم الكفار الذى يقع عندهم فى العاشر من شهر تشرى، وبينما كان المؤمنون فى مكة لا يصلون إلا مرتين فى اليوم، أدخل فى المدينة على غرار اليهودية أيضاً، صلاة ثالثة عند الظهر… كذلك جعل يوم الجمعة يوم صلاة عامة على غرار "السبت" اليهودى… [4] .
... ويجاب عن هذه الافتراءات بما يلى: [1] العقيدة والشريعة ص13، 14، وحياة محمد لدر منغم ص125، 126، ودائرة المعارف الإسلامية ترجمة أحمد الشنتناوى وغيره المجلد 8/232، والاستشراق فى السيرة النبوية لعبد الله محمد الأمين ص65، ومناهج المستشرقين فى الدراسات العربية الإسلامية لجماعة من العلماء 1/37، 38، والوحي القرآنى فى المنظور الاستشراقى ونقده للدكتور محمود ماضى ص117، 145. [2] ينظر: تاريخ الشعوب الإسلامية ص34. [3] ينظر: العقيدة والشريعة ص17، 18، وتاريخ الشعوب الإسلامية ص47، 48،71، 79، وتاريخ العرب ص181 – 183، وملوك الطائف ص405، والرسول فى كتابات المستشرقين ص137. [4] تاريخ الشعوب الإسلامية ص46، 47، وينظر: الاستشراق فى السيرة النبوية ص38، 49، 52، 65.