القسم الثانى: الحكمة [1] والمراد بها هنا السنة المطهرة قال تعالى: {واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة} [2] فالتلاوة هنا المرة بعد المرة، والمتلو هنا شيئان، أولهما: آيات الله فى كتابه، وثانيهما: الحكمة وهى: صنف آخر من الوحي المتلو، ولا يكون ذلك إلا السنة النبوية المطهرة [3] وكيفية الوحي فى هذا القسم ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: توقيفى، أوحى الله تعالى بمعناه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بألفاظ من عنده، وهذا القسم هو الأعم الأغلب من السنة النبوية، ويدخل فى هذا القسم الحديث القدسى [4] . [1] الحكمة فى اللغة تطلق على عدة معان منها: العلم، والفقه، والعدل، والحلم، والنبوة، ينظر: لسان العرب 12/140، 141، والقاموس المحيط 4/100، والمعجم الوسيط 1/190، وبصائر ذوى التمييز للفيروز آبادى 2/490. [2] الآية 34 الأحزاب. [3] ينظر: الرسالة للإمام الشافعى ص78، 79 فقرات رقم 252 – 257، والفقيه والمتفقه للخطيب 1/258 رقم 256، ومختصر الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية 2/511، والمدخل إلى السنن للبيهقى حيث نقل بأسانيده عن الحسن، وقتادة، ويحيى بن أبى كثير أنهم قالوا: الحكمة هى السنة النبوية، وسيأتى مزيد من تفصيل ذلك عند الجواب عن شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست له سنة ص339. [4] يراجع: ما سبق فى العصمة سبيل حجية القرآن والسنة ص13، 14.