.. وقولهم صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً؛ فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه" [1] فلو رأى الصحابة – رضى الله عنهم – أو سمعوا منه شيئاً مما أجازه عليه بعض أهل العلم من قربه الصغائر – وحاشاه من ذلك – لما فاتهم نقل ذلك عنه ضمن ما نقلوه من أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته.
... ولكنهم رضى الله عنهم لم ينقلوا عنه شيئاً من ذلك – فيما علمنا – ولو رأوا منه شيئاً من ذلك أو علموه عنه لنقلوه إلينا، وعُلم عنهم لتوافر دواعى النقل عنه. [1] أخرجه أبو داود فى سننه كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 3/322 رقم 3660، والترمذى فى سننه كتاب العلم، باب ما جاء فى الحث على تبليغ السماع 5/33 رقم 2656 وقال حديث حسن، وابن ماجه فى سننه المقدمة، باب من بلغ علماً 1/84 رقم 230 من حديث زيد بن ثابت رضى الله عنه، وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أخرجه ابن حبان فى صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) كتاب العلم، باب دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن أدى من أمته حديثاً سمعه 1/268 رقم 66.