.. يقول: أحمد حسين يعقوب [1] : "أول من اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجر، ورفع بوجهه شعار "حسبنا كتاب الله" هو عمر بن الخطاب، حيث حضر هو وثلة من حزبه ليطمئنوا على الوضع الصحى لرسول الله، ومن المؤكد أن شخصاً ما أخبر عمر بأن الرسول سوف يكتب وصية تلك الليلة، فأحضر عمر عدداً كبيراً من حزبه ليحول بين الرسول، وبين كتابة وصيته كما أقر عمر بذلك. وما أن قال الرسول: "قربوا كتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً" حتى تصدى له عمر بن الخطاب، فقال فوراً دون أن يسأل عن مضمون الكتاب: "حسبنا كتاب الله، إن رسول الله قد هجر" وبدون تروى صاح الحاضرون من حزب عمر فقالوا: القول ما قاله عمر!! إن رسول الله يهجر، واستغرب الحاضرون من غير حزب عمر، وصعقوا من هول ما سمعوا، فقال عفوياً: قربوا يكتب لكم رسول الله، وكان الحاضرون من حزب عمر يشكلون الأكثرية، لأنهم أعدوا للأمر عدته فصاح عمر وأعوانه: "حسبنا كتاب الله إن الرسول يهجر" واختلف الفريقان وتنازعوا، وصدم عمر وحزبه خاطر النبى، فقال النبى للجميع: "قوموا عنى، ولا ينبغى عندى التنازع، وما أنا فيه خير مما تدعونى إليه" ولقد أصاب ابن عباس عندما سمى ذلك اليوم بيوم الرزية!!! " (2) [1] كاتب أردنى معاصر، يعمل فى مهنة المحاماة، انتقل من المذهب السنى إلى المذهب الشيعى، الذى يطعن أصحابه فى السنة النبوية، وأهلها، من مؤلفاته: نظرية عدالة الصحابة، والنظام السياسى فى الإسلام، والمواجهة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله.
(2) المواجهة مع رسول الله وآله ص261، وينظر: نظرية عدالة الصحابة ص287، كلاهما لأحمد حسين يعقوب، والمرجعات لعبد الحسين شرف الدين ص331، وحوار ومناقشة كتاب عائشة لهشام آل قطيط ص91، والصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 1/57، 58، ومنع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص300، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لهاشم معروف الحسينى ص696، 702، وشرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد 3/114، 12/79.