وما كان كذلك إلا بعصمة الله عز وجل له قبل نبوته [1] تلك العصمة التى استدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاله فيها على نبوته لما أمر بالبلاغ فى قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [2] .
6- فعن ابن عباس رضى الله عنهما [3] قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: يا صباحاه فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً!!، قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد".
... وفى رواية قال لهم: "أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقى؟ قالوا: ما جربنا عليك كذباً!!، قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد" [4] .
... فالشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "أكنتم مصدقى؟ " وقولهم جواباً: نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً: ما جربنا عليك كذباً!!. [1] ينظر الأدلة على ذلك فى مبحث "دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى عقله من خلال القرآن والسنة ص47. [2] الآية 214 الشعراء. [3] صحابى جليل له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 1/40 رقم 18، وتاريخ الصحابة ص148 رقم 717، وأسد الغابة 3/291 رقم 3037، والإصابة 1/322 رقم 4799. [4] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب سورة المسد 8/609 رقم 4971، وباب وأنذر عشيرتك الأقربين 8/360 رقم 4770، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب وأنذر عشيرتك الأقربين 2/83، 84 رقم 208.