.. وفى الآية بيان لما كان مسطوراً فى غيبه تعالى من إحلال الغنيمة، وتطييبها لعبادة المؤمنين من هذه الأمة، وهذا كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء فكأنه قال: "ما كان أخذ الفداء لنبى غيرك" وهو ما أكده صلى الله عليه وسلم بقوله: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلى، أحلت لى الغنائم، ولم تحل لأحد قبلى – الحديث" [1] .
... فقال الله تعالى تطيباً لنفوس أولئك المجاهدين {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم} [2] وهذا كله ينفى الذنب والمعصية، لأن من فعل ما أحل الله لم يعص [3] . [1] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلاة، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم جعلت لى الأرض مسجد وطهوراً 1/634 رقم 438، ومسلم (بشرح النووى) كتاب المساجد، 3/5 رقم 521 من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه. [2] الآية 69 الأنفال. [3] الشفا 2/159، 160.