responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم المؤلف : الشربينى، عماد السيد محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 234
الوجه الأول: النفى كما هو ظاهر أسلوبها كقوله تعالى {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} [1] وقوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [2] وهذا هو الأصل فى معنى هذا الأسلوب، لأن توكيد فعل الكون بلام الجحود هو "أبلغ لفظ يستعمل فى النفى" [3] ومعناه انصباب النفى على ما قبل اللام وما بعدها نفياً مطلقاً "يشمل جميع الحالات المعنوية التى يتضمنها الكلام" [4] .
... ويفيد هذا التركيب معنى زائداً على نفى مجرد الفعل، وهو نفى التهيؤ للفعل المنفى عنه وإرادته والصلاحية له، كما أوضح ذلك أبو حيان وغيره [5] .
... ولا شك أن نفى التهيئة والإرادة للفعل أبلغ من نفى الفعل، لأن نفى الفعل لا يستلزم نفى إرادته، ونفى التهيئة والصلاح والإرادة للفعل تستلزم نفى الفعل، فلذلك كان النفى مع لام الجحود أبلغ" [6] .
... أما الوجه الثانى: من وجهى استعمال هذا الأسلوب فى القرآن الكريم، فهو النهى الضمنى عن أن يقع متعلق الخبر، كقوله تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} [7] .
... وقد جعل منه بعض العلماء آية بحثنا هذا {ما كان لنبى أن يكون له أسرى} [8] ومعنى الآية على الوجه الأول: أن الله عز وجل يبرئ نبيه صلى الله عليه وسلم، وينزه ساحته عن أن يكون له تهيئة وقصد فى أخذ الأسرى، وإنهاء المعركة قبل الإثخان فى الأرض.

[1] جزء من الآية 60 النمل.
[2] جزء من الآية 143 البقرة.
[3] أسرار التكرار فى القرآن لمحمود بن حمزة الكرمانى ص99.
[4] النحو الوافى لعباس حسن 4/299.
[5] البحر المحيط 1/426، وينظر: مغنى اللبيب لابن هشام 1/211.
[6] البحر المحيط 1/426.
[7] جزء من الآية 53 الأحزاب.
[8] الآية 67 الأنفال. وينظر: البحر المحيط 4/518، وروح المعانى للألوسى 4/109، والأنصاف لابن المنير بهامش الكشاف 1/476.
اسم الکتاب : رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم المؤلف : الشربينى، عماد السيد محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست