فإن قيل: كيف نام النبى صلى الله عليه وسلم عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس مع قوله صلى الله عليه وسلم: "إن عينى تنامان، ولا ينام قلبى" [1] فجوابه من وجهين:
1- أصحهما وأشهرهما: أنه لا منافاة بينهما، لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما، ولا يدرك طلوع الفجر وغيره مما يتعلق بالعين، وإنما يدرك ذلك بالعين، والعين نائمة، وإن كان القلب يقظان.
2- أنه صلى الله عليه وسلم كان له حالان: أحدهما ينام فيه القلب، وصادف هذا الموضع. والثانى: لا ينام، وهذا هو الغالب من أحواله. وهذا التأويل ضعيف، والصحيح المعتمد هو الأول [2] . [1] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التهجد، باب قيام النبى صلى الله عليه وسلم بالليل فى رمضان وغيره 3/40 رقم 1147، ومسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبى صلى الله عليه وسلم 3/270 رقم 738 من حديث عائشة رضى الله عنها. [2] قاله النووى فى المنهاج شرح مسلم 3/203 رقم 680، ووافقه ابن حجر فى فتح البارى 1/536 رقم 344.