[3]- وقيل فى سبب نزول هذه الآية، ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: إن عمرو بن أمية الضمرى [1] حين انصرف من بئر معونة [2] لقى رجلين كلابيين معهما أمان من رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فقتلهما ولم يعلم أن معهما أماناً من النبىصلى الله عليه وسلم، ففداهما رسول اللهصلى الله عليه وسلم ومضى إلى بنى النضير، ومعه أبو بكر وعمر وعلى، فتلقوه بنو النضير فقالوا: مرحباً يا أبا القاسم؛ ماذا جئت له؟ قال: رجل من أصحابى قتل رجلين من كلاب معهما أمان منى، طلب منى ديتهما، فأريد أن تعينونى، قالوا: نعم والحب لك والكرامة يا أبا القاسم، اقعد حتى نجمع لك، فقعد رسول اللهصلى الله عليه وسلم تحت الحصن، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعلى بين يديه، وقد توامر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجراً [3] ، وقال بعض أهل العلم: بل ألقوه، فأخذه جبرئيل عليه السلام، وأخبر النبى بما توامر الفسقة، وما هموا به، فقام رسول اللهصلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر وعمر وعلى رضى الله عنهم، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم} (4) [1] صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة4/181 رقم3862، والرياض المستطابة ص214،215. [2] مكان فى الطريق الداخلى بين مكة والمدينة. معجم البلدان5/159، وسرية بئر معونة، وتعرف أيضاً بسرية القراء كانت فى صفر سنة4 هـ. ينظر البداية والنهاية4/73، والسيرة النبوية لابن هشام3/164 نص رقمى1295،1296. [3] جاء فى مغازى الواقدى ص282، وسيرة ابن إسحاق، أن الذى هَمَّ بإلقاء الحجر (عمرو بن جحاش بن كعب النضيرى) ينظر: دلائل النبوة لأبى نعيم2/491 رقم427، والسيرة النبوية لابن هشام3/170 نص رقم 1308.
(4) الآية 11 المائدة، والحديث أخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة2/489رقم425، وابن جرير الطبرى فى تاريخه2/551،552، وابن إسحاق أورده معضلاً (السيرة النبوية لابن هشام) 3/170 نص رقم 1308، والبيهقى فى دلائل النبوة3/354،355، وابن عبد البر فى الدرر فى اختصار المغازى والسير ص164،165 وابن كثير فى البداية والنهاية 4/76 ثلاثتهم عن ابن إسحاق.