فعن أبى مصعب المكى [1] قال: أدركت أنس بن مالك، وزيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة، رضى الله عنهم، فسمعتهم يحدثون: أن النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله سبحانه، شجرة فنبتت على وجه الغار فسترته، وأمر حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل، بعصيَّهم وحرْباتهم وسيوفهم، حتى إذا كانوا من النبى صلى الله عليه وسلم، قدر أربعين ذراعاً جعل بعضهم ينظر فى الغار، فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعرفت أنه ليس فيه أحد، فسمع النبى صلى الله عليه وسلم ما قال؛ فعرف أن الله عز وجل قد درأ بهما، فدعا لهن وسمَتَ [2] عليهن، وفرض جزاءَهن، ونزلن بالحرم" [3] . [1] روى عن زيد بن أرقم، والمغيرة، وأنس، بحديث الغار، وعنه عون، ويقال عوين بن عمرو القيسى، قال العقيلى: مجهول، ذكره فى ترجمة عون. لسان الميزان 8/19 رقم 10678، والضعفاء الكبير للعقيلى 3/422 فى ترجمة عوين رقم 1462، وكذلك الذهبى فى الميزان 4/307 رقم 6535، والجرح والتعديل 9/441 رقم 2220. [2] أى ادعى لهن بالبركة – ينظر: النهاية فى غريب الحديث 2/357. [3] أخرجه ابو نعيم فى دلائل النبوة 2/325 رقم 229، والبيهقى فى دلائل النبوة 2/481، 482، وابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/228، وفيه زيادة قصة العنكبوت، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية 3/179، 180 وقال رواه ابن عساكر، وذكر إسناده ثم قال: هذا حديث غريب جداً من هذا الوجه، وعزاه الهيثمى فى مجمع الزوائد 6/53 إلى البزار والطبرانى وقال: فيه جماعة لم أعرفهم، وأخرجه العقيلى فى الضعفاء الكبير 3/422 ترجمة عوين القيسى رقم 1462 والحديث يعضده القرآن الكريم على ما ذكرته فى المتن أهـ.