فقد أخرج عبد الله بن أحمد فى زوائده على المسند عن أبى بن كعب رضى الله عنه [1] أن أبا هريرة رضى الله عنه كان جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله ما أول ما رأيت فى أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً. وقال: لقد سألت أبا هريرة إنى لفى صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسى، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم، فاستقبلانى بوجوه لم أراها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إلىَّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهم بعضدى، لا أجد لأحدهما مساً، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه؛ فأضجعانى بلا قصر ولا حصر، وقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدرى، ففلقها فيما أرى بلا دم، ولا وجع، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذى أخرج يشبه الفضة، ثم هز إبهام رجلى اليمنى، فقال: اغد وأسلم، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير، ورحمة للكبير" [2] . [1] صحابى جليل له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 1/17 رقم 6، ومشاهير علماء الأمصار ص19 رقم 31، وأسد الغابة 1/168 رقم 34، والإصابة 1/19 رقم 32. [2] أخرجه عبد الله بن أحمد فى زوائده على المسند 5/139 وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/223 رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان أهـ وأخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة 1/219 رقم 166، وللحديث شاهد من حديث عتبة بن عبد السلمى أخرجه أحمد فى مسنده 4/184، وإسناده حسن كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/221، والدارمى فى سننه المقدمة، باب كيف كان أول شأن النبى صلى الله عليه وسلم 1/20 رقم 13، والحاكم فى المستدرك 2/575 رقم 3949، وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبى: صحيح على شرط مسلم.