الجهاد، وأكمل الناس فيها محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كمَّل مراتب الجهاد كلها، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد: بقلبه، ولسانه، ويده، وماله؛ ولهذا كان أرفع العالمين ذكرًا وأعظمهم عند الله قدرًا [1]. وقد دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد، فكان عدد غزواته التي قادها بنفسه سبعاًٍ وعشرون غزوة، وقاتل في تسع منها، أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها فيقال لها سرايا فقد بلغت ستًا وخمسين سرية [2].
[حسن معاملته صلى الله عليه وسلم]
6 - وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاملة، فإذا استسلف سلفًا قضى خيرًا منه؛ ولهذا «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه بعيرًا فأغلظ له في القول، فَهَّم به أصحابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا، فقالوا: يا رسول الله: لا نجد إلا سنًّا هو خير من سنِّه فقال صلى الله عليه وسلم: [1] زاد المعاد 3/ 5، 10، 12. [2] انظر: شرح النووي 12/ 95، وفتح الباري 7/ 279 - 281، و8/ 153.