وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم» [1].
وقال أنس في الحديث السابق: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس. . .».
المثال الخامس: شجاعته العقلية صلى الله عليه وسلم: كانت هذه الشواهد السابقة لشجاعته القلبية، أما شجاعته العقلية فسأكتفي بشاهد واحد؛ فإنه يكفي عن ألف شاهد ويزيد، وهو موقفه من تعنت سهيل بن عمرو، وهو يملي وثيقة صلح الحديبية، إذ تنازل صلى الله عليه وسلم عن كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" إلى باسمك اللهم وعن كلمة " محمد رسول الله" إلى كلمة: محمد بن عبد الله، وقبوله شرط سهيل على أن لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل من قريش حتى ولو كان مسلمًا إلَّا ردَّه إلى أهل مكة، وقد اغتاظ الصحابة غيظًا عظيمًا، وبلغ الغضب حدًّا لا مزيد عليه، وهو صلى الله عليه وسلم صابر ثابت حتى انتهت الوثيقة، وكان بعد أيام فتحًا مبينًا. [1] خرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين 3/ 1401، برقم 79 - (1776).