الحربة من الحارث بن الصمة، فلما أخذها منه انتفض انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض، ثم استقبله وأبصر ترقوته من فرجةٍ بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه فيها طعنة تدحرج منها عن فرسه مرارًا، فلما رجع عدو الله إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشًا غير كبير. . . قال: قتلني والله محمد، فقالوا له: ذهب والله فؤادك والله إن بك من بأس، قال: إنه قد قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليَّ لقتلني، فمات عدو الله بسرف، وهم قافلون إلى مكة [1].
المثال الثالث: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة حنين: «بعد أن دارت معركة حنين والتقى المسلمون والكفار، [1] انظر: زاد المعاد، لابن القيم 3/ 199، والرحيق المختوم ص263، وروى قصة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن خلف: أبو الأسود عن عروة بن الزبير, والزهري عن سعيد ابن المسيب. انظر: البداية والنهاية لابن كثير 4/ 32، وكلاهما مرسل، والطبري 2/ 67، وانظر: فقه السيرة لمحمد الغزالي ص226.