عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، [ولقد لقينا من المشركين شدة]، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد [ما دون عظامه من لحم وعصب]، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليُتَمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» [1].
وهكذا اشتد أذى قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى [1] البخاري مع الفتح في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 6/ 619، برقم 3612، وفي كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة 7/ 164، برقم 3852، وفي كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر 12/ 315، برقم 6943، واللفظ من كتاب الإكراه، وما بين المعكوفين من مناقب الأنصار.