responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 29
يتصل بوضع المرأة لم يكن من العسير علينا أن نقدّر أي دين عظيم يثقل أعناق الجنس الناعم لمحمد عليه السلام الذي انتشلها من حضيض الضعة وأحلّها مقاما عليّا. وحتى الحضارة الأوروبية الحديثة التي لا تحترم الجنس الناعم إلا احتراما سطحيا تقصّر عن منح المرأة هذه الحقوق. ان احترام المرأة الحقيقي يكمن في الاقرار بطهارتها وبمساواتها الكاملة في الحقوق مع الرجل، وهما أمران لا نقع عليهما- مع الأسف- في الثقافة الغربية البتة.
وعلى سبيل المقارنة فلنلق نظرة على ما أدخله الاسلام على وضع المرأة من تحسين بالغ. كانت الوصية القرآنية، «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» * هي «الوثيقة العظمى Magna Charta «إذا جاز التعبير، التي أعلنت تحرير المرأة. وعلى الغرار نفسه أعلن الرسول الكريم: «خيركم خيركم لنسائه» . ذلك كان هو التغيير الذي أحدثه الاسلام في الجو كله، المشبع بالازدراء للمرأة. وليس من ريب في ان إرساء قواعد الاجلال للمرأة في أرض اعتبر فيها وأد المولود الانثى أمارة من امارات النبل هو خدمة للانسانية غير يسيرة بأية حال. كان الرجل الجاهلي إذا ما «بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ» . ** وهكذا كان يحمل ابنته إلى الصحراء، ويوقفها على شفا حفرة أعدّت قبيل ذلك، ويلقي بالطفلة المعولة بيديه الاثنين ويدفنها حية تحت ركام من التراب. ولقد أنبئ الرسول الكريم ذات مرة بحادثة من هذا الضرب، فاغرورقت عيناه بالدمع حزنا وإشفاقا. وفي بعض الأحيان كان الاتفاق يتمّ على نحو واضح صريح، عند عقد النكاح، على

(*) السورة 2، الآية 228.
(**) السورة 16، الآية 58- 59.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست