responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 258
لتحقيق الغرض الحقيقي. ويا له من غرض سام! إن ثمة مئة مظهر ومظهر من أخلاق الرجل لا تتجلى إلا في صلته بالجنس الناعم. ثم إن ثمة نقاطا في الشريعة الاسلامية خاصة بالنساء دون غيرهن، ولا سبيل إلى نشرها إلا من طريق افراد الجنس الواحد. ولكي لا يحرم العالم من تلك الاقوال والأفعال التي لا يمكن ان تجد تعبيرها إلا في البيوت، ولكي يكون في الامكان نقل هذه الأشياء إلى الذريّة عهد إلى نساء النبي في أن يحفظن كل ما سمعن أو رأين، وإبلاغ النساء الأخريات ذلك كلّه. وهكذا فأن زواج الرسول المتعدّد قصد به إلى أن يكون وسيلة لتحقيق غرض ديني ذي أهمية بالغة. فما أكثر النقاط الشرعية الاسلامية التي لم يستطع الرسول شرحها للنساء مباشرة. لقد وفّق إلى ذلك من طريق أزواجه. والروايات تحدثنا عن نساء وفدن على الرسول، في مناسبات عديدة، ليسألنه عن أمور خاصة تتصل بجنسهن.
فأحالهنّ إلى واحدة من زوجاته قادرة على اعطائهن المعلومات الضرورية.
وفوق هذا، فأن كثيرا من مفاهيم الرسول الاخلاقية التي لم يكن في الامكان تطبيقها إلا ضمن نطاق الأسرة تحدّرت الينا من طريق زوجاته.
والقول بأن امرأة مفردة تستطيع أن تقوم بذلك إنما ينطوي على اسراف في تقدير قوة الذاكرة البشرية. فقد كان الموقف يقتضي وجود نسوة ذوات أمزجة متباينة، ومن ثم ذوات اهتمامات وأشواق متباينة، لكي يفهمن ويحفظن أحسن ما يكون الفهم والحفظ مختلف الأشياء التي تقع تحت أبصارهن. فليس من ريب في أن ذلك كله كان خليقا به أن يكون أكثر من أن يحيط به عقل بشريّ واحد. وهذا هو أيضا أحد الأسباب التي حملت جميع الأنبياء العظام، تقريبا، على الزواج من أكثر من امرأة. وإنما كان هذا أعظم أهمية بالنسبة إلى خاتم النبيين، لكي تحفظ كلماته وأفعاله وتسلم إلى الذرية بكامل تفاصيلها، ذلك بأن تلك الكلمات والافعال كان مقدّرا لها أن تكون

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست