responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 247
عائشة. وهناك كشف عن وجه الرسول، فاستيقن من أن النبأ الفاجع كان صحيحا. [ثم انه أخذ رأس الرسول بين يديه] وانشأ يقبّل صديقه الراحل ويصيح: «بأبي أنت وأمي! أمّا الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا!» وخرج ابو بكر إلى المسجد وارتقى المنبر، وراح يخاطب القوم قائلا: «أيها الناس، من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت!»
والحق أن إطلاق هذه الكلمات في جو الاهتياج السائد آنذاك كان يقتضي شجاعة أدبية بالغة. كان عمر واقفا هناك شاهرا سيفه ليضرب به رأس كل من يجرؤ على القول إن محمدا قد مات. ولكن المسلمين، وقد نشّئوا في ظل سلطان الرسول العظيم، كانوا قد وهبوا أنفسهم لعبادة الاله الواحد. ولو لم يكن الأيمان بوحدانية الله الخالصة قد ملك عليهم وجدانهم كله اذن لأنكروا أعظم الانكار كلمات ابي بكر الجريئة تلك. ثم ان أبا بكر راح يتلو الآية القرآنية التي توجّنا بها هذا الفصل:
«وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ، قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.» *
إن رسالة النبي، إبلاغ مشيئة الله إلى الجنس البشري، قد أدّيت.
واذن فأن وفاته لا يمكن ان تعني ان خللا قد ألمّ بالدين. فلا داعي البتة إلى الاسراف في الحزن والأسى. ألم يمت الرسل من قبله في غير ما استثناء؟ إن محمدا أيضا ميّت، ولا بدّ له من ان يلقى مصير البشر المشترك. فليس في مستطاع الانبياء ان يزعموا انهم مستثنون من قانون الطبيعة الساري على الناس جميعا على حد سواء. ولو أن أيا

(*) السورة 3، الآية 143.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست