لا يملكن لأنفسهن شيئا. [وانكم إنما اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم.
فروجهن بكلمات الله.] وأما عبيدكم فاحرصوا على ان تطعموهم مما تأكلون، وتلبسوهم مما تلبسون.
«فاعقلوا ايها الناس قولي فأني قد بلغت. [وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلّوا أبدا امرا بيّنا: كتاب الله وسنّة رسوله.]
«أيها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه. تعلمنّ ان كل مسلم أخ للمسلم، وان المسلمين اخوة فلا يحلّ لامرئ من اخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمنّ أنفسكم.»
وبعد ذلك صاح الرسول بأعلى صوته: «اللهمّ هل بلّغت؟» فردّدت جنبات الوادي جوابا انطلق من عشرات الوف الألسنة معلنا:
«نعم! نعم!»
وليس من ريب في ان الرسالة كانت سامية، ولكن الحماسة التي القيت بها لم تكن أقلّ حماسة. اننا ههنا امام عظة أخرى على الجبل في تاريخ العالم، أعظم من الأولى وأيسر تطبيقا.