الفصل الثامن والعشرون حجّة الوداع
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ «وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ «لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.»
(القرآن الكريم، السورة 5، الآية 3)
كانت السنة التاسعة للهجرة تدنو من ختامها، ولكن جزيرة العرب لم تكن قد طهّرت من الوثنية تطهيرا كاملا. كان لا يزال ثمة اناس تشبّثوا بدينهم التقليديّ. ومن هنا فأن حجج الرسول حتى ذلك الحين كانت كلها من الضرب المعروف ب «العمرة» ، أو الحج الأصغر.
بيد ان الاسلام كان قد انتشر الآن في كل رجا من أرجاء بلاد العرب، وكان عدد القبائل الوثنية قد أمسى أقلّ نسبيا. وهكذا وجّه الرسول جماعة من المسلمين، على رأسهم ابو بكر، إلى مكة ليؤدوا فريضة الحج على وجهها الصحيح. وسرعان ما أرسل عليّ بن ابي طالب إلى هناك ليعلن انه لن يحج إلى مكة بعد ذلك العام مشرك.