responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 207
الرسول رأفته السخية، كذلك، على وحشيّ قاتل حمزة، عمه الحبيب، وعلى هند التي مضغت كبده. وحتى هيّار- الذي آذى [زينب] بنت الرسول في طريقها من مكة إلى المدينة أذى بالغا [أفزعها فأجهضها] وأفضى آخر الامر إلى وفاتها- عفي عنه. والواقع ان تاريخ العالم ليعجز عن تزويدنا بنظير لهذا الصفح الكريم الذي أغدقه الرسول على أمثال اولئك المجرمين الكبار. إن الضرب على وتر المواعظ الداعية إلى الصفح والغفران لا يكلف المرء شيئا كثيرا، ولكن عفو المرء عن معذّبيه هو ليحتاج إلى قدر من الشهامة عظيم وبخاصة حين يكون اولئك المعذبون تحت رحمته. وهذا الانفساح في مدى العطف الانساني والعفو الكريم لا نقع عليه في حياة يسوع. فالحق ان يسوع لم تتح له الفرصة لممارسة فضيلة العفو، ذلك بأنه لم يكتسب في أيما يوم السلطة التي تمكّنه من الرد على مضطهديه.
لقد فتحت مكة، ولكن العفو العام الممنوح لأهل البلدة كان فتحا أعظم بكثير، فتحا وراء متناول اسلحة المسلمين. لقد أسر قلوب الناس. وحتى الأعداء الالداء، من طبقة ابي سفيان، سحرتهم الاخلاق الاسلامية. وأدى هذا المشهد الاخير من مشاهد الشهامة الاسلامية إلى تجريد المعارضة، على اختلاف ضروبها، من سلاحها.
لقد رأى المكيون بأمّ العين كيف تحققت آخر الأمر جميع تلك الوعود الالهية التي وعد بها المسلمون يوم كانوا لا يزالون يئنّون تحت وطأة تعذيب أعدائهم لهم. إن قوى المعارضة المشتركة عجزت عن إضعاف الاسلام. فكان في هذا برهان قاطع على عدالة القضية وصدقها، برهان أزال كل شك كامن في أفئدتهم. واليوم، والاسلام يجد نفسه كرة أخرى في غمرة أيام عصيبة، وقد عقد الأعداء عزمهم على إبادته، بل وقد اتحدت دول العالم كلها لمحوه من على وجه الارض، يبدو للمرء وكأن القوة الالهية سوف تتجلى من جديد، كفعلها في

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست