responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 202
في مكة، كتابا أعطاه [امرأة تسمى سارة] وأسرّ اليها بأن تبلّغه قريشا ليقفوا على ما أعد المسلمون لهم من غزو. ولو قد وصل الكتاب إلى أيدي المكيين اذن لعمدوا هم أيضا إلى اتخاذ الاستعدادات الضرورية لمقاومة المسلمين. ولكن حكمة الله شاءت ان يتم هذا الفتح العظيم من غير اراقة دم البتة. فقد احيط الرسول بكتاب حاطب خبرا. فسارع فبعث [عليّ بن ابي طالب والزبير بن العوام] لاعتقال حاملته، فأدركاها وردّاها والكتاب إلى المدينة. وكان في ذلك ما أثار ثائرة المسلمين على حاطب، الذي كان قد حاول ان يخون اخوانه في الدين. واعتقل حاطب وقدّم إلى النبي ليلقى جزاءه. ولكن الحكم عليه لم يصدر من شفتي ملك من ملوك الدنيا، أو قائد من القواد العسكريين، ولو قد صدر من أيهما اذن لقضى بقتل المجرم في الحال. لا، لم تكن الحملة حملة انتقام. لقد أريد بها أن تكون مثلا خالدا على العفو- العفو يجاد به على أعداء ألدّاء. فكيف يجوز أن يعامل حاطب، الذي كان دائما صديقا، غير هذه المعاملة؟
لقد قبل الرسول عذره، وعفا عنه.
وأخيرا سار الرسول، على رأس عشرة آلاف من أتباعه البررة، إلى مكة، في العاشر من رمضان، من السنة الثامنة للهجرة، وهكذا تحققت النبوءة التي انطلقت، قبل ألفي عام، من بين شفتي موسى:
«وأتى مع عشرة آلاف من القديسين.» (سفر التثنية 33: 2) .
وليس في التاريخ بعد الموسوي أيما حادثة أخرى تتحقق بها هذه الكلمات النبوئية. يا لها من ظاهرة اعجوبية! لقد كان عدد المسلمين عشرة آلاف مقاتل، وكانوا في الوقت نفسه كلهم «بررة» كما جاء في النبوءة. إن هدفهم في الحياة لم يكن بأية حال خوض غمار الحرب وسفك الدماء، ولكن اقامة قواعد البر ولو كلّفهم ذلك حياتهم.
وعسكروا في مرّ الظّهران، على مسيرة يوم من مكة. وأمروا جميعا

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست