responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 173
وإلى هذا، فقد كانوا متهمين بمحاولة اغتيال الرسول. ونظرا لهذه الاعتبارات كلها لم يكن أمام المسلمين غير سبيل واحد: أن يعاملوهم معاملة أعداء جاهروا بعداوتهم. وهكذا ألقوا الحصار على حصونهم، ثم رفعوه شريطة أن يجلو بنو النّضير عن المدينة. فشخص بعضهم إلى خيبر واستقروا فيها. وإنما حدث ذلك في السنة الرابعة للهجرة.
ومثّل بنو النّضير دورا هاما في معركة الأحزاب. فبالاضافة إلى تحريضهم بيوتات قريش، راحوا يطوّفون في الصحراء ملمّين بمضارب البدو، يثيرونهم على الاسلام. وتأثر بنو قريظة أيضا، وكان موقفهم من الاسلام حتى ذلك الحين ودّيا، بهذه الحملة الدعاوية. لقد رفض بنو قريظة هؤلاء، أول الأمر، أن يشاركوا في الحرب ضد الاسلام. ولكنهم تلقّوا تأكيدات تفيد أن المسلمين كانوا في وضع يائس لن يتمكنوا معه من البقاء. إنهم لن يستطيعوا، بأية حال، الصمود في وجه الأعداد الضخمة التي نجمت، مثل نبات الفطر، في كل ناحية، للقضاء على الاسلام. ولقد قيل لبني قريظة إنه قد آن لهم ان يختاروا بين الانحياز إلى المسلمين وبين التعاون مع الأحزاب. وهكذا أقنع بنو قريظة بالانضمام إلى صفّ سائر القبائل المعادية للاسلام. فنقضوا عهدهم الذي أعطوه للمسلمين، وتحالفوا مع الاحزاب، واعدين اياهم بأن يسدوا اليهم العون في النزاع المقبل: معركة الاحزاب. والحق أن الميثاق الجديد، برغم أنه عقد سرّا، لم يبق حرفا ميتا. فقد شارك بنو قريظة عمليا في القتال. وإلى هذا يشير القرآن الكريم بقوله: «وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً.» *.

(*) السورة 33، الآية 26.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست