responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 150
القرشيون قصارى جهدهم، وشنّوا هجمات متكرّرة، ولكنهم ردّوا في كل مرة على اعقابهم. ثم انهم فقدوا كل أمل في سحق المسلمين، الذين كانوا الآن قد تراصّوا كتلة متماسكة. وانهمرت نبال ابي طلحة، الرامي الشهير، عليهم في سرعة هائلة. ولقد كسر خلال ذلك ثلاث قسيّ. وكان سعد [بن أبي وقاص] يشارك في النضال أيضا. لقد أفرغ كنانة الرسول، وكبّد العدوّ خسائر فادحة. وفوق هذا، فقد كانوا الآن أكثر تعرّضا لنبال المسلمين وحجارتهم، بعد ان احتلوا مواقع ذات امتياز. وهكذا، بفضل حذق الصحابة في الرماية ومواقعهم التي كانت خيرا من مواقع عدوهم، من ناحية، وبفضل ما عرفه القرشيون من الجراءة المتهوّرة التي اتصف بها المسلمون، وجد المشركون ان من حسن الرأي ان ينقلبوا على أعقابهم.
وبعد ان حبطت محاولات القرشيين، على هذا النحو، في القضاء على المسلمين، انصرفوا إلى إرواء ظمأهم إلى الثأر في أرض المعركة نفسها. لقد مثّلوا بالقتلى تمثيلا بربريا، وشوّهوا جثثهم جادعين الآذان والانوف. [وبقرت] هند [بطن حمزة] وجذبت بين يديها كبده وجعلت تلوكها لوكا. ليس هذا فحسب، بل لقد انتزعت أحشاءه واتخذت منها اكليلا لرأسها. وصاح ابو سفيان من بعيد: «هل محمد بينكم؟» فأشار النبي إلى أصحابه ليسكتوا. ثم نادى بصوت عال:
«هل ابو بكر بينكم؟» فلم يردّ عليه أحد بجواب. فصاح للمرة الثالثة: «هل عمر بينكم؟» وأضاف: «لقد قتلوا كلهم. لو كانوا على قيد الحياة اذن لأجابوا.» وهنا لم يعد عمر قادرا على أن يتمالك نفسه. فأجابه: «يا عدوّ الله، انهم كلهم لا يزالون أحياء لكي ينزلوا بكم الويل!» وعندئذ صاح ابو سفيان: «أعل هبل!» فما كان من الرسول إلا ان قال لعمر: «قم فأجبه: الله أعلى وأجلّ!» لقد كان نزع الرسول إلى غضّ الطرف عن هذيان أبي

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست