responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 148
الذي ترك الآن من غير دفاع تقريبا. وسرعان ما اهتبل خالد الفرصة، فشدّ بفرسانه المئتين على الرماة المسلمين القلائل الذين ظلوا عند فم الشّعب، فأجلاهم عنه، وانقضّ على الجيش الاسلامي في وقت تراخت فيه صفوفه واضطربت اثر مطاردته للقرشيين مطاردة حثيثة.
حتى إذا رأى المكيون المنهزمون المولّون الأدبار خالد بن الوليد يحمل على المسلمين من خلاف انقلبوا إلى الميدان أيضا، فأذا بالمسلمين يحصرون من أمام ومن وراء. وكان خليقا بكثرة العدو العددية الغامرة أن تسحقهم منذ البدء. سحقا كليا، لولا تدبير حربي وقائي كان الرسول قد اتخذه مقدّما. وتفصيل ذلك أنه كان قد أدخل في حسابه، حين صفّ رجاله للقتال، شأن القائد اليقظ، إمكان تطوّر الموقف لغير صالح المسلمين. والواقع انه إنما كان قد جعل ظهره وظهور أصحابه إلى أحد لمجرد الرغبة في ان يتخذ من الجبل مفزعا يلجأ اليه إذا ما ألّمت بهم كارثة. وكان الرسول، حين شغل المسلمون بمطاردة العدوّ، قد تخلّف هو وطلحة [بن عبيد الله] وسعد [بن ابي وقاص] فلم يبرحوا مواقعهم. فلم يكد يرى إلى خالد ينقضّ على المسلمين ويحتلّ الموقع الذي هجره الرماة حتى أدرك عظم الخطر المحدق بالجيش الاسلامي. ولم يكن أمامه، في تلك اللحظات، غير سبيلين اثنين يستطيع انتهاجهما: - إما أن يكفل سلامته الشخصية بالشخوص إلى مفزع ما، تاركا أصحابه لمصيرهم المقدور، وإما أن يناديهم مخاطرا بنفسه لكي ينقذهم من الخطر. ولقد اختار السبيل الثانية. وإذ وجدهم في ضيق صاح بأعلى صوته: «هلمّوا اليّ، انا رسول الله!» ولم يكد صوت الرسول يبلغ آذانهم حتى التفتوا، كلهم، نحوه وشقّوا طريقهم اليه عبر صفوف العدوّ. ولكن إذا كانت الصيحة قد جمعت المسلمين حول النبي، فأنها قد دلّت القرشيين، أيضا، على مكانه. لقد كان هو [في زعمهم] أصل البلاء كله. وكان غرض

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست